Admin Admin
الجنس : عدد المساهمات : 162 العمر : 33 الموقع : https://al-bakri7.7olm.org
| موضوع: اللغة العربية نشأة وانتشار. الثلاثاء مايو 17, 2011 2:11 am | |
| اللغة العربية
ككل لغة ليست عرق أو أصل ولكنها تشير إلى عرق من تكلم بها، كما تشير إلى منطقة المتكلمين بها. فقد كان الجنس الواحد أو أصحاب الأصل الواحد يعيشون في منطقة واحدة، وقد فهم هذا الأقدمون فهذا الإمام الدينوري المتوفي عام 282هـ يقسمهم بشكل موضح على الخارطة التالية:- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
إذا بديهي أن أصحاب المنطقة الواحدة لا بد أن يكتسبوا لغة تواصل واحدة وعادات واحدة تحدد شخصيتهم ويعرفون بها، فإن قيل عربي تبادر إلى الذهن الجنس الذي يسكن في المنطقة التي يتكلم أهلها بما يعرف بالعربية، وهذا ما جعل البعض يظن أن العربية عرق، كذلك إن قيل فرنسي تبادر إلى الذهن الجنس الذي يتكلم بها. ولا ننسى أن تخالط الأجناس آنذاك صعب فكل قوم يجعهم أصل واحد يستقلون بمنطقتهم ويتفاعلون فيما بينهم وتكاد تنعدم الاتصالات بينهم وبين الأقوام الآخرين ذوي الأصول المختلفة عنهم . فليست الحال كحالنا اليوم. انظر الخارطة التالية حيث توضح هذه التكتلات
فقد كان الساميون يسكنون منطقة واحدة وكانت لغة التواصل بينهم واحدة ، ولكن مع مرور الزمن وتكاثرهم وربما تناحرهم فيما بينهم انقسموا إلى قسمين، قسم شمالي في العراق و الشام وقسم جنوبي في اليمن وجزيرة العرب فقد جاء في التوراة " وسام أبو كل بني عابر" وهو يعني أنه أبو المرتحلون ( الرحل) العابرون إلى الجنوب ، أي إلى جزيرة العرب ، ومن هؤلاء العابرين تحدرت عدت قبائل هي أصل العرب موضحة على الخارطة التالية:
فلاشكبأنه مع الزمن تميز الجنوبيون هؤلاء عن لغتهم الأم ببعض التحور في النطقكلهجة خاصة بمنطقتهم وأضافوا لها أسماء وأفعال خاصة بهم ، فتحولت لغتهمالأم إلى لغة أخرى تختلف ولو قليلا عن الأصل ، هذه اللهجة الجديدة عرفتبالعربية، نسبة إلى الارتحال الذي أشرنا إليه، فكلمة عرب تفيد معنى الارتحال بلغات الشرق القديمة، ولنسميهاالعربية الأولى، وهي أقرب للغة السامية الأم من مثيلاتها الشمالية وذلكلانزواء بنوها في شبه الجزيرة العربية بعيدا عن الاحتكاك بالأمم الأخرىخلافا لما عليه الساميون الشماليون أنظر الخارطة الثانية أعلاه.فلغةالساميين الشماليين تحولت إلى لغات أخرى بناء على اللهجات والاستحداثللتعابير والأوصاف والاحتكاك مع الأمم الأخرى, وطبعا هذا مع مرور الزمن.فلذا نجد أن العلماء يقولون أن اللغة السامية انقسمت إلى آرمية وكنعانيةوعربية ، وأن الآرمبة انقسمت إلى كلدانية وأشورية وسريانية، وأن الكنعانيةانقسمت إلى عبرانية وفينيقية.وفيالقرون الوسطى فطن أحبار اليهود إلى ما بين اللغات السامية من علاقةوتشابه ويقال أنهم هم أول من تنبه لذلك. ولكن علماء المشرقيات منالأوروبيين أثبتوا هذه العلاقة بالنصوص حتى جعلوها حقيقة علمية لا شك فيها.ولكنالعربية الأولى التي قلنا أنها عرفت كلغة للساميين الجنوبيين ، أيضاانقسمت إلى قسمين قسم في جنوب شبه الجزيرة العربية أي في اليمن والحبشةوعرفت فيما بعد بالحميرية نسبة إلى حمير حيث تكلموا بها، وقسم في شمال شبهالجزيرة العربية أي في الحجاز عرفت فيما بعد بالمضرية لأن محمد صلى اللهعليه وسلم تكلم بها وهو مضري ، ولأن المضريين هم من بقي في المنازلالقديمة التي كان ينزلها أسلافهم العدنانيون بنو إسماعيل عليه السلام.وقد استمرت لغة الساميين الجنوبين والتي أسميناها اللغة العربية الأولىحتى جاء إسماعيل عليه السلام وكانت لغة أبيه إبراهيم عليه السلام لغةالقسم السامي الشمالي حيث ولد ونشأ وترعرع، ولا شك بأن إسماعيل تأثر بلغةأبيه ويقال أنها العبرية، كما تأثر بلغة أمه هاجر وهي اللغة المصريةالقديمة ، كما تأثر بلغة من نشأ بينهم من الساميين الجنوبيين من العربالشماليين وهي السامية الجنوبية أو شمالية الجنوبية، إذ أن نشأته كانت بينقبائلهم بل تزوج منهم، من قبيلة يقال لها جرهم. فناتج هذا التأثر باللغتينأو اللهجتين و التزاوج بينهما بالإضافة إلى لغة أمه هاجر ، كانت له لهجةأو لغة خاصة به، عرفت فيما بعد باللغة العربية الفصحى أو المتينة كما رويعن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، وجاء وصفها في القرآن الكريمبالمبينة، ويقول المؤرخون : " تنسب العربية المثلى إلى إسماعيل عليهالسلام ". فلذلك تُعرف بأنها أحدث اللغات السامية. فاللغات السامية حسب ترتيب انتشارها هي:_ اللغة البابلية والاشورية3000-5000 ق م._اللغة العبرية من 1500ق م إلى يومنا هذا._ اللغة الارامية800 ق م._الفينيقية 700 ق م._ اللغةالحبشية350 ق م إلى يومنا هذا._ العربية العدنانية وهي أحدث اللغات السامية.فقدروي عن محمد صلى الله عليه وسلم فيما معناه أن أول من نطق بالعربية هوإسماعيل عليه السلام أو تفتق لسانه بالعربية الفصحى، يدل على ذلك ما رواهالشيرازي في كتاب الألقاب من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أولمن فتق لسانه بالعربية المتينة إسماعيل عليه السلام، وهو ابن أربع عشرة سنة ) " المزهر في علوم اللغة وأنواعها لعبد الرحمن جلال الدين السيوطي 1-33 وما بعدها ، والأحرف السبعة للدكتور حسن ضياء الدين العتر- دار البشائر الإسلامية -الطبعة الأولى8891).وأظنهاسميت بالعربية لتأثره بشكل أكبر باللغة العربية الأولى لمخالطته الطويلةلأهلها وزواجه منهم، وسميت بالفصحى لأنه أفصح عنها إسماعيل عليه السلاموسميت بالمتينة لأنها زاوجت بين الساميتين الأقرب للغة السامية الأم،العربية الأولى والعبرية، ولذلك يُعرف بنوه بالعرب المستعربة، نسبة للغةالمتينة أو الفصحى التي اكتسبوها من أبيهم، أما أصلهم فلا شك بأنهم ساميونمن الناحيتين: من ناحية الجد إبراهيم عليه السلام الذي من الساميينالشماليين، ومن ناحية الأم الجرهمية التي من الساميين الجنوبيين أو مايعرف بالعرب العاربة أي أنهم لم يكتسبوا لغتهم أو لهجتهم وإنما نتجت عنتطور أي تحول تدريجي من السامية الأولى إلى لغة مستقلة عرّفناها بالعربيةالقديمة أو الأولى.ولأن إسماعيل عليه السلام مبارك اندثرت لغة أو لهجة العرب الشماليين كما اندثرت قبائلهم فأين جرهم؟!والذيبقي وأنتشر هي لغة و ذرية إسماعيل عليه السلام ، إلى أن نزل بها القرآنالكريم ، وبالتالي فإن لغة العرب الشماليين تكاد تختلف كليا عن لغة العربالجنوبيين التي تكاد تندثر هي أيضا، فبين اللغتين بون شاسع في الإعرابوالضمائر وأحوال الاشتقاق والتصريف، حتى قال أبو عمرو بن العلاء ما لسانحمير بلساننا ولا لغتهم بلغتنا)والقرآنالكريم حفظ اللغة العربية الفصحى – لغة إسماعيل عليه السلام - من التقسيمالذي كانت قد بدأت تلوح ملامحه في نطق المتكلمين بها فعرفت مثلا:-عجعجة قُضاعة وهي : قلب الياء جيما بعد العين وبعد الياء المشددة، مثل راعي يقولون فيها: راعج. وفي كرسي كرسج.وفحفحة هذيل وهي: جعل الحاء عيناً، مثل:أحل إليه فيقولون أعل إلي.وعنعنة تميم وهي: إبدال العين في الهمزة إذا وقعت في أول الكلمة، فيقولون في أمان: عمان.وكشكشة أسد وهي: جعل الكاف شيناً مثل : عليك فيقولونها: علي.وقطْعةِ طيئ وهي: حذف آخر الكلمة، مثل قولهم: يا أبا الحسن، تصبح: يا أبا الحسا.وغير ذلك مما باعد بين الألسنة وأوشك أن يقسم اللغة إلى لغات لا يتفاهم أهلها ولا يتقارب أصلها. مثل ما انقسمت من قبل السامية ثم انقسمت العربية إلى شمالية وجنوبية.ماسبق مجرد تصور واستنباط خاص ولا أعلم هل سبق وأن طرحه أحد من قبل بالشكل الذي عرضته أم لا. كما لا أعلم عن مدى مقاربته للصواب. | |
|