أيها العاصي النادم أقبل

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أيها العاصي النادم أقبلْ



من منا لا يعصي في زمن الشهوات, في زمن استعرت به العورات وتكاشفت، وطاح الحرام في كل مكان , طريقه بات مُمهّداً, والعراقيل وُضعت في وجه الحلال , وبرغم تقصيرنا في حقّ ربنا إلا أن أنين العصاة المذنبين يرفضوا ما يحدث, فتجدهم قد طافوا وهموا إلى ربهم, وبانَ الندم, وحانت لحظتة ما أجملها من لحظة, لحظة الإقبال على التوّاب الرحيم,أيها العاصي الذي عرف جُرمه في حق ربه أما آن أن تلحق بركاب الإقبال على الله, أما آن أن تتلمس خطوات القرب من الله، وتشم نسمات الهدى والرحمة,فيا من أطلق لنفسه العنان، ولم يرعَ لله تبارك وتعالى, حقاً, إلى متى وأنت تقتات المعصية وتألفها,ألم يحن بعدُ وقت الرجوع إلى الله تبارك وتعالى,أما آن لك أنْ تنطرح بين يدي مولاك,وأن تفيق من سكرة الذنب,أيها السائر في طريق الهوى واللذة العابرة ,رويداً رويداً, أتعرف مَن تعصي, أتعرف من تبارز بذنبك,إنه الله الجبار الذي بيده ملكوت السماوات والأرض,أيها المسرف على نفسه, كفاك كفاك،آن ألأوان تذرف الدموع الغزار، دموع الندم على ما فات من الأزمان الماضية,على ما سلف من ذنوبك وخطاياك,نعم،آن لك أن تعترف بذنبك لربك وتقول بلسان النادم الأوّاب,
دعني أنـوح على نـفسي وأنـدبها00 وأقـطع الدهـر بالتذكـار والحـزنِ
دعـني أسـحُّ دموعاً لا انقطاع لهـا00فهـل عسى عـبرةٌ مـنها تخلّصني
ما أحلـم الله عـني حـين أمـهـلني 00 وقد تماديتُ فـي ذنـب ويـسترنـي,
نعم, ما أحلم الله عنا,كم عصيناه ويسترنا, كم خالفنا أمره فما عاجلنا بعذابه, أظهر للناس الجميل، وأخفى عنهم القبيح من سرائرنا,أيها المقبلون على ربهم,هيا نعيد للقلوب ضحكتها وللروح بهجتها,ما الدنيا من الآخرة إلا لحظات قليلة,أتدرون ما يكون ثمار الرجوع , فرحة ستتملّك قلب ذلك العبد, إنها فرحة عظيمة, إنها حياة جديدة,لا تساوي شيئاً أمام فرحة الله جلّ في علاه بتوبة عبده إذا جاءه تائباً نادماً,إنه كرم الله وجوده، وعطفه وامتنانه ,فلا عذربعد ذلك, لأحد أن يبتعد أو أن يترددعن القرب من الكريم الجَوَاد,يقول الله الكريم الغني عن عباده (من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة)عظات ثمينة يرتوي منها القلب ,وتقول ,أيها العاصون النادمون أقبلوا,واستشعروا مراقبة الله لعبده ,تذكرواعظمة الله وسطوته وانتقامه ,أيها المذنب, الباب مفتوح أمامك,فعجّل، واسجد بين يدي مولاك, فما من عاصم من الله إلا إليه ,وقل بلسان العبد المعترف الأوّاب,أنـا العـبد المُقِرّ بكـل ذنـب, وأنـت السيـد المولى الغفـورُ,فـإن عـذبتني فبسوء فعلـي ,وإن تغـفر فـأنت بـه جـديرُ,لم يبق, من حلاوة العيش,إلا أن نضع وجوهنا على التراب ساجدين لله سبحانه,وإن ضاقت علينا الأرض بما رحبت واستَوحشت منا ذنوبنا، وغُلِّقت دوننا الأبواب ,فلنعلم أن باب الله مفتوح لا يغلق ,إرفع شكواك إليه لا إلى سواه، وقم في ظلمات الليل، وبث همومك وأحزانك إلى ربك؛ فإنه العليم بالسرائر وما تكنه الضمائر,
اللهم يا سامع الدعوات، ويا مقيل العثرات،ويا غافر الزلات اجعلنا من عبادك التائبين، واغفر لنا ذنوبنا أجمعين,
اللهم إنّا نشكو إليك ضعف إيماننا، وقلة صبرنا، وجرأتنا على معصيتك, فاللهم إنا نتضرع إليك، ونبتهل إليك أن تلطف بنا
اللهم لا تفضحنا يوم العرض عليك, واسترنا واغفر ذنوبنا يوم لقائك